تُعتبر جراحة استئصال أورام الثدي أحد الإجراءات الجراحية الحيوية في مجال الجراحة العامة. تهدف هذه الجراحة إلى إزالة الأورام السرطانية والأورام الحميدة التي تظهر في أنسجة الثدي. بالإضافة إلى علاج سرطان الثدي، يمكن أن تُجرى الجراحة لأسباب تشخيصية أو لإزالة الأورام التي تسبب ألمًا أو تشوهًا في الثدي. تعد تقنيات الجراحة الحديثة والمتطورة جزءًا أساسيًا من تلك العمليات، وتشمل تقنيات الوصول المفتوح والجراحة بالمنظار وغيرها.

ما هي أورام الثدي؟

تشير أورام الثدي إلى أي نمو غير طبيعي في أنسجة الثدي، والتي قد تكون سرطانية أو حميدة. تتنوع أنواع أورام الثدي بشكل كبير، وتشمل الأورام السرطانية مثل سرطان الثدي والأورام الحميدة مثل الورم الليفي. يمكن أن تظهر الأورام الثديية على شكل كتلة أو تورم أو تغيير في شكل أو حجم الثدي. يتم تصنيف الأورام الثديية استنادًا إلى خصائصها النسيجية وطبيعتها، ومن بين أشهر أنواعها: الورم الليفي، الكيس الثديي، الورم الحليمي، وسرطان الثدي.

 

الورم الليفي (الفيبروما): يعتبر الورم الليفي واحدًا من الأورام الحميدة الأكثر شيوعًا في الثدي، وهو نوع من الورم الناتج عن تكاثر الأنسجة الليفية. عادة ما يكون مؤلمًا وقد يزداد حجمه خلال الفترات الخصبة.

الكيس الثديي: يشير إلى تجمع سائل داخل كيس في الثدي، وغالبًا ما يكون غير خطير ويمكن أن يختفي بشكل طبيعي.

الورم الحليمي (الفيبرادينوما): يتكون من أنسجة حليمية وألياف ويرتبط بالغالب بالهرمونات الأنثوية.

سرطان الثدي: يشير إلى نمو خلايا سرطانية في أنسجة الثدي، ويمكن أن يكون خطيرًا إذا لم يتم تشخيصه وعلاجه في المراحل المبكرة.

يتطلب تشخيص ومعالجة الأورام الثديية التقييم الطبي المناسب والفحوصات التشخيصية المناسبة لتحديد طبيعتها وعلاجها بشكل فعال.

أسباب جراحة استئصال أورام الثدي:
جراحة استئصال أورام الثدي هي إجراء يتم فيه إزالة الورم وجزء من الأنسجة المحيطة به من الثدي. يمكن أن تكون هذه الجراحة جزءًا من خطة علاج لسرطان الثدي أو لأورام الثدي الأخرى التي قد لا تكون سرطانية ولكنها تحتاج إلى إزالة. إليك بعض الحالات التي تتطلب جراحة استئصال الأورام والعوامل المؤثرة في اتخاذ القرار بإجراء العملية:

الأسباب

سرطان الثدي:

السبب الأكثر شيوعًا لإجراء جراحة استئصال أورام الثدي هو تشخيص سرطان الثدي. الهدف هو إزالة الورم وأي أنسجة محيطة به قد تكون مصابة بالسرطان.

أورام الثدي الحميدة:

في بعض الحالات، قد يوصى بإزالة الأورام الحميدة إذا كانت تسبب أعراضًا مثل الألم أو إذا كان هناك قلق من إمكانية تحولها إلى سرطانية.

التغيرات السابقة للسرطان:

تشمل التغيرات السابقة للسرطان حالات مثل التهاب الثدي الليفي الكيسي أو التغيرات الغدية الليفية، والتي قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي.

خطر وراثي مرتفع:
في بعض الحالات، قد تختار النساء ذوات الخطر الوراثي المرتفع للإصابة بسرطان الثدي (مثل حاملات طفرات جين BRCA1 أو BRCA2) إجراء جراحة استئصال وقائية للثدي لتقليل خطر الإصابة بالسرطان.

العوامل المؤثرة في اتخاذ القرار:

مرحلة وحجم الورم:

يعتمد قرار إجراء الجراحة جزئيًا على حجم الورم وما إذا كان قد انتشر إلى الأنسجة المحيطة أو العقد الليمفاوية.

نوع الورم:

يؤثر نوع الورم ودرجته على قرار الجراحة. بعض أنواع السرطان مثل سرطان الثدي الالتهابي قد تتطلب نهجًا علاجيًا مختلفًا.

التفضيلات الشخصية:

تلعب رغبات واحتياجات المريضة دورًا مهمًا في اتخاذ القرار بشأن نوع الجراحة، سواء كانت استئصال جزئي للثدي (الحفاظ على الثدي) أو استئصال الثدي بالكامل.

الحالة الصحية العامة والعمر:

تؤخذ الحالة الصحية العامة للمريضة وعمرها في الاعتبار عند تقييم مخاطر الجراحة والفوائد المحتملة.

نتائج الاختبارات الجينية:

في حالات معينة، قد تؤثر نتائج الاختبارات الجينية على قرار إجراء الجراحة، خاصةً للنساء اللواتي يعانين من خطر وراثي مرتفع للإصابة بسرطان الثدي.

اتخاذ قرار بشأن جراحة استئصال أورام الثدي يتطلب تقييمًا دقيقًا ومناقشة بين المريضة وفريق الرعاية الصحية للنظر في جميع العوامل المذكورة أعلاه وتحديد أفضل خطة علاجية ممكنة.

الإجراء الجراحي:
عملية استئصال الأورام الثديية هي إجراء جراحي يهدف إلى إزالة الورم من الثدي، وقد يتضمن أيضًا إزالة بعض الأنسجة المحيطة بالورم والعقد الليمفاوية القريبة للتحقق من انتشار السرطان. هناك عدة تقنيات جراحية يمكن استخدامها، ويتم اختيار الطريقة المناسبة بناءً على عدة عوامل، بما في ذلك حجم وموقع الورم، نوع السرطان، وتفضيلات المريضة.

1. الاستئصال الجزئي للثدي (الاستئصال الجذري المحافظ للثدي)

يتم في هذا الإجراء إزالة الورم مع هامش من الأنسجة السليمة المحيطة به لضمان إزالة كل الخلايا السرطانية. يتم الحفاظ على معظم الثدي، وهو خيار شائع للأورام الصغيرة.

2. استئصال الثدي

يشمل هذا الإجراء إزالة كامل الثدي، وأحيانًا بعض العقد الليمفاوية تحت الإبط والأنسجة المحيطة للتحقق من انتشار السرطان. يُستخدم عادةً للأورام الكبيرة أو عندما ينتشر السرطان داخل الثدي.

3. الجراحة الحفاظية على الثدي
هدفها إزالة السرطان مع الحفاظ على شكل الثدي قدر الإمكان. قد تتبع هذه الجراحة بإعادة بناء الثدي في نفس الوقت أو في وقت لاحق.

4. إزالة العقد الليمفاوية

قد تشمل الجراحة أيضًا إزالة العقد الليمفاوية تحت الإبط لفحصها بحثًا عن خلايا سرطانية، وهو ما يُعرف بفحص العقدة الليمفاوية الحارسة أو استئصال العقد الليمفاوية الإبطية.

التقنيات المستخدمة في الجراحة:

الجراحة التقليدية: تستخدم شقوقًا جراحية للوصول إلى الورم وإزالته.

الجراحة المساعدة بالتنظير: تستخدم هذه الطريقة كاميرات صغيرة وأدوات جراحية خاصة لإزالة الورم بشقوق صغيرة، مما قد يقلل من حجم الندبة ويسرع من وقت الشفاء.

التحضير للجراحة
التحضير لجراحة استئصال أورام الثدي يتضمن عدة خطوات مهمة لضمان سلامة المريضة وفعالية الإجراء. إليك بعض الإرشادات الأساسية:

1. التقييم الطبي:

قد يطلب الطبيب إجراء فحوصات دم معينة، تصوير بالأشعة السينية للصدر، واختبارات للقلب مثل تخطيط القلب الكهربائي (ECG) لتقييم حالتك الصحية العامة قبل الجراحة.

2. مراجعة الأدوية:

أخبر طبيبك بجميع الأدوية والمكملات الغذائية التي تتناولها. قد يُطلب منك التوقف عن تناول بعض الأدوية التي قد تزيد من خطر النزيف خلال الجراحة، مثل الأسبرين أو مضادات الالتهاب الغير ستيروئيدية أو مكملات الأعشاب.

3. الإقلاع عن التدخين:

إذا كنت تدخن، سينصحك الطبيب بالإقلاع عن التدخين قبل الجراحة لتعزيز الشفاء وتقليل خطر المضاعفات.

4. توقعات الجراحة:

سيشرح لك الطبيب أو الجراح بالتفصيل كيفية إجراء العملية، بما في ذلك نوع الشق الذي سيُستخدم ومكانه، وما يمكن توقعه من حيث النتائج والتعافي.
5. الصيام قبل الجراحة:

سيُطلب منك عادةً الصيام (عدم تناول الطعام أو الشراب) لمدة 8-12 ساعة قبل موعد الجراحة.

من المهم اتباع جميع تعليمات طبيبك بدقة وطرح أي أسئلة قد تكون لديك حول الإجراء والتعافي. إعداد نفسك جيدًا قبل الجراحة يمكن أن يساعد في تحسين النتائج وتقليل خطر المضاعفات.

الرعاية بعد جراحة استئصال اورام الثدي:
الرعاية بعد جراحة استئصال أورام الثدي تتطلب اتباع توجيهات محددة لضمان التعافي السليم والتقليل من خطر المضاعفات. فيما يلي بعض الإرشادات العامة للعناية بالثدي بعد الجراحة، التعامل مع الألم، والنصائح الغذائية:

العناية بالثدي بعد الجراحة:

العناية بالجرح:

– اتبع تعليمات الطبيب بخصوص العناية بالشق الجراحي وتغيير الضمادات. حافظ على نظافة الجرح وجفافه.

– تجنب وضع الكريمات أو اللوشن على الشق الجراحي إلا إذا نصح الطبيب بذلك.

الانتباه للعلامات الدالة على العدوى:

– ابحث عن علامات العدوى مثل الاحمرار، الحرارة، التورم، أو الإفرازات الغير عادية من الشق الجراحي، وارتفاع درجة الحرارة.

ارتداء ملابس داعمة:

– قد يوصي الطبيب بارتداء حمالة صدر داعمة أو ضمادة ضاغطة لتقليل التورم ودعم الثدي خلال فترة الشفاء.

تجنب الأنشطة الشاقة:

تجنب رفع الأشياء الثقيلة والأنشطة الشاقة حتى يوصي الطبيب بأنها آمنة.

التعامل مع الألم:

– قد يصف لك الطبيب أدوية لتسكين الألم. تأكد من تناول الأدوية وفقًا للتوجيهات وناقش أي آثار جانبية تواجهها.

– استخدم الثلج لتقليل التورم إذا نصح الطبيب بذلك. يمكن أيضًا استخدام تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق والتأمل للمساعدة في إدارة الألم.

النصائح الغذائية:

– ركز على تناول طعام صحي ومتوازن يشمل الكثير من الفواكه والخضروات، البروتينات الخالية من الدهون، والحبوب الكاملة لدعم الشفاء.

– اشرب كميات كافية من السوائل، خصوصًا الماء، للمساعدة في التعافي.

– تجنب الكحول والتدخين لأنهما يمكن أن يعيقا الشفاء ويزيدا من خطر المضاعفات.

متابعة طبية:

– اتبع مواعيد المتابعة مع طبيبك لتقييم التعافي ومناقشة أي مخاوف أو أعراض جديدة قد تظهر.

– تكون متابعة الشفاء مهمة للكشف المبكر عن أي مضاعفات ولضمان التعافي السليم.

من المهم الانتباه إلى جسدك والتواصل مع فريق الرعاية الصحية الخاص بك حول أي تغييرات تلاحظها أو أي مخاوف لديك خلال فترة التعافي.

الدكتور أحمد يسري، باعتباره استشاريًا في هذا المجال، يمكنه تقديم رؤية شاملة للخيارات العلاجية المتاحة وتوجيه المرضى نحو اتخاذ القرارات الأفضل لحالتهم الصحية. يمكن لخبرته في استخدام التقنيات الجراحية المتقدمة أن تساهم في تقليل المضاعفات، تحسين مظهر النتائج التجميلية بعد الجراحة، وتسريع عملية التعافي، لمزيد من التفاصيل يرجى التواصل معنا.